رحلة الحياة بعد مفارقة الأحباب


رحلة الحياة بعد مفارقة الأحباب
بيان من فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض، ببعض إنجازات الأستاذ/ صبري عبده عوض، رحمه الله، وغفر له، ورضي عنه.
"الحمد لله رب العالمين، لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار"
عندما يكون المتوفى إلى رحمة الله ورضوانه مؤثراً في حياتنا، وعموداً أساسياً في حياتنا، فعندما يموت يترك الأحياء أيتاماً؛ وهذا ما حدث معنا.
بالفعل وجدت نفسي يتيماً بعد وفاة أخي صبري؛ لأنه حمل عني الكثير على مدار حياتي الدعوية، ومنذ سافرت إلى جامعة أم القرى في أوائل التسعينيات إلى الآن، وهو يحمل هم كل شيء، حتى في مرحلة دراسة الماجستير والدكتوراة كنت متفرغاً للعلم تماماً، كان عليه رحمه الله القائم بكل الأمور؛ يعني أكثر من أربعين سنة، وهو يحمل التبعات الثقال، والأحمال العظام، وربما لا نشعر بها؛ لكثرتها، ولكن بعد العزاء وانصراف الناس والأحباب من كل أنحاء الوطن الحبيب؛ جلست مع نفسي طويلاً، فوجدت أن سد الثغرات التي كان يقوم بها الأستاذ: صبري عبده عوض؛ فيه صعوبة كبيرة لن يقدر على حملها رجل واحد، أو اثنان، أو ثلاثة، أو أربعة؛ لأن مفاتيح الأعمال الكثيرة وتفاصيلها لا يقدر أحد على تحملها، وأصبحت المرحلة القادمة صعبة بكل معاني الصعوبة؛ وهذه نماذج من الأعمال المفتوحة التي سنحتاج إلى جهد جهيد حتى تقف على قدميها.
كان الأستاذ: صبري عبده عوض
أولاً: القائم على بناء مجمع الخدمات الخيري المكون من خمسة طوابق بإذن الله تعالى؛ وهو مجمع فخم كبير، وكان يقوم على تشطيبه بكل أعصابه، حتى وهو يصارع المرض الشديد، ولم يسترح يوماً منذ بدأنا العمل في هذا المجمع من كونه أرضاً مهجورة إلى كونه مبنى كبير عظيم، ويتم إنشاؤه بفضل جهود الأستاذ: صبري، في أصعب مرحلة من تاريخ مصر، والعالم كله؛ وهي مرحلة كورونا، ويبقى هذا المجمع شاهداً للأستاذ: صبري عبده عوض، وللعلم فقد أنشأنا بفضل جهود الأستاذ: صبري عبده عوض؛ المبني الكبير للمشروعات، والخدمات، القائم بجوار مسجد أبو الخير؛ والذي يضم إدارة التضامن الاجتماعي، وإدارة التموين، ودار القرآن الكريم، ودار الحديث الشريف، وظل هذا المكان الضخم تحت إشراف ودعم الأستاذ: صبري؛ إلى آخر لحظة في حياته.
ثانياً: كان الأستاذ صبري يقوم بعمل الوجبات الشهرية بجهد منفرد لا نظير له، إعداداً، وتعبئة، وتوزيعات في هدوء شديد، عناصر كبيرة ومن جهات كثيرة؛ ومعها لحوم، ولله الحمد.
وحتى يدوم هذا العطاء؛ سنحتاج رجالاً واعدين؛ لسد هذا الفراغ الكبير، وإيقاظ الهمم؛ لمواصلة ينابيع الخير التي انطلقت قبل عشرين سنة.
ثالثاً: في فترة الأستاذ صبري الخصبة؛ استطعنا إنشاء مجمع الإيمان بطوابقه الثلاثة، وحمل الأستاذ صبري كل صغيرة وكبيرة في هذا العمل الكبير، حتى تم إقامته في أحلى منظر، وأجمل إخراج، ورغم تسليمه للدولة؛ ولكن بقي تحت إشرافنا لمدة عشرين سنة إلى أن لقي ربه، وكل مراحل الصيانة على مدى هذه الفترة كان يقوم بها، فضلاً عن المتابعة اليومية له؛ حتى يستمر في أحسن حال.
رابعًا: قبل أكثر من عشر سنوات، أتيح لنا أن نشتري قطعة أرض أربعة قراريط في مدخل القرية، وتم إنشاء مجمع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، في فترة وجيزة، وكل التفاصيل منذ التفكير في البناء إلى الانتهاء منه، تحت إشراف ومتابعة وتنفيذ الأستاذ: صبري عبده عوض، ولَم يكن مسجداً فقط؛ بل ضم عدة مشروعات، منها: مكتبة المعارف الإيمانية، والمستوصف الخيري الذي أصبح الآن المجمع الطبي المتكامل (مستشفى خدمي عام).
خامساً: دخلت القرية مسابقة القرية النموذجية عام ٢٠٠٦م، وتحمل الأستاذ صبري عبده عوض، كل المراحل العصيبة، بداية من ردم مستنقع تاريخي طويل يصل لكيلو متر؛ تم ردمه، وتحويله لحدائق، وبساتين؛ ثم تم إنشاء مكتب البريد النموذجي في دقميرة على هذا المصرف المهجور، الذي تحول إلى حدائق فيحاء، وروضة من الجمال؛ ومن خلال الاستعداد لمسابقة القرية النموذجية، كان هنا عمل متواصل لكل أعضاء بيت المال، لكن كان أستاذ: صبري، هو الحاضر الحاضر في كل شيء، ومعه تفاصيل كل شيء، وكان لا ينام في هذه الفترة التي شهدت التشجير، والتنخيل؛ لمداخل القرية، وإقامة البوابات الثلاث التاريخية، والنافورات، ولا يمكن أن نغفل عن النافورات النموذجية التي كان يوليها إعانة واهتماماً لآخر لحظة، كما لا يمكن نسيان زراعة أعمدة خشبية على حسابنا، بعد أن ضاقت السبل علينا، ولَم توفر الكهرباء لنا الأعمدة؛ فسعى أستاذ: صبري؛ لشراء الأعمدة من دسوق، وتم تركيبها، وتدشينها، ودهانها، وتركيب الأسلاك، والإضاءة لها على مسافة تقرب من كيلو متر مربع.
وبالفعل فازت دقميرة بلقب القرية النموذجية عام ٢٠٠٦م، وكان الفارس الحقيقي الظاهر للجميع؛ هو الأستاذ: صبري عبده عوض
وإنجازات مرحلة القرية النموذجية؛ تحتاج كتاباً مستقلاً؛ لأن انتزاع اللقب على مستوى المحافظة، ثم الجمهورية وسط منافسة شديدة، لم تكن سهلة ولا متيسرة؛ لأننا أضفنا معالم جديدة للقرية بخلاف الحدائق والمنتزهات، وغير ذلك؛ حيث أنشأنا بفكر الأستاذ: صبري، المتحف التاريخي الذي جذب انتباه اللجنة الوزارية التي حضرت من القاهرة؛ وأصرت اللجنة على مشاهدته، وأبدوا اندهاشهم، وتعجبهم؛ حيث إن هذا المتحف أيامها كان هو الوحيد على مستوى المحافظة.
سادساً: بناء منازل الأيتام، تحويل البيوت الفقيرة المتهدمة إلى بيوت عصرية بعد إزالتها كاملة، كان هذا الموضوع يحتاج إلى رجل قوي حكيم، وكان أستاذ: صبري ملزماً نفسه مع فريق بيت المال بالعمل المتواصل اليومي التفكيري، والإنشائي، والتشطيب للنهاية، وهذا سجل حافل، وعطاء متواصل نادر، يشهد له يوم القيامة، وينير عليه قبره الآن بالروح والريحان، وكما بنى للناس وتعب بكل أعصابه.
أسأل الله العظيم أن يبني له بها قصراً في الجنة مع الذين أنعم الله عليهم مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا؛ ذلك الفضل من الله، وكفى بالله عليماً.
سابعاً: قصة الكفاح المشرفة مع حقائب رمضان، بدأت هذه الحملة المباركة قبل عشرين سنة بجهد محليَّ تكافليَّ مع بداية نشاط لجنة الزكاة، وبعد ذلك فتح الله لنا فتحاً كبيراً؛ بفضل جهد الأستاذ: صبري، وإخلاصه؛ وصارت حملة حقائب رمضان جزءاً أساسياً من حياتنا؛ نستعد لها من شهر رجب، بحيث تغطي أكبر قدر من لجان الزكاة على مستوى الجمهورية، كانت ذاكرة أ.صبري الحديدية، وتركيزه العالي، تجعله يستدعي اللجان من كل أنحاء الوجه البحري، وما من لجنة زكاة أو جمعية خيرية إلا وتعرف الأستاذ: صبري عبده عوض (جيداً)، كان عمله منظماً في التواصل مع اللجان، وفِي تعبئة الكراتين، وطول شهر رمضان لا يوجد شيء اسمه راحة، وكان يبدأ التعبئة في نصف شعبان، وتستمر التعبئة ما دامت الأرض عطشانة، ونظل نوزع إلى يوم العيد، والعام الأخير عام كورنا، رغم أنه أصعب عام في تاريخ مصر والعالم، لكن أستاذ: صبري؛ استطاع أن يوزع على أكثر من ثلاثمائة لجنة بكل جهد، وتنظيم؛ رغم أن المرض كان قد بدأ معه في الثلث الأخير من رمضان، ورغم هذا وهو مريض كنّت أتصل به، وهو مركب المحاليل؛ يعطيني تقارير عن الشغل، كما لو كان سليماً، ويحل مشاكل اللجان، وما أكثرها، وأعطاني تقريراً آخر الشهر أنه لا يوجد لأحد فلوس علينا، بل لنا مبلغ عند التجار (٦٧٢جنيهاً) بعد حسابات كبيرة، وهائلة، ومزلزلة، بسم الله ما شاء الله.
طبعاً استمرار هذا الجهد الجهيد كل سنة سيحتاج إلى عشرات الرجال أمثال أ. صبري، وهذه هموم أتحملها الآن أضيفت إلى عاتقي بعد أن كانت تدور بسهولة، ويسر، وحب، وجبر خواطر الناس، ولن تحضر أي لجنة من أي مكان في الوطن حتى دون موعد سابق؛ إلا وكانت تجبر، وتعان، وتعود سعيدة، وللعلم أيضاً لم تقتصر جهود أستاذ: صبري، على التوزيع على وجه بحري؛ بل كان يقوم بتعبئة آلاف الكراتين، وإرسالها إلينا في شبرا؛ كي يتم توزيعها على مصر كلها، مع الإشارة أيضاً إلى عدم استسهال القارئ لموضوع حقيبة رمضان؛ لأن تجهيز الكراتين نفسها الفارغة والكتابة عليها، كانت تستغرق مدة زمنية طويلة، وكانت تحتاج السفر إلى المصانع في القاهرة، وطنطا؛ لأنه كان يطبع عشرات الآلاف من الكراتين مرة، ومرة، ومرة؛ لأن التوزيع كان مفتوحاً إلى أقصى درجة، وبلا حدود، خاصة في العام الأخير التي اشتدت فيه البأساء، والضراء، وزلزل الناس زلزالًا شديدًا، وظل أ. صبري إلى آخر لحظة يدير كل كبيرة وصغيرة، خاصة بالكراتين.
هناك حملتان سنويتان مهمتان في حياتنا:
حملة البطاطين الشتوية التي نغطي بها أنحاء الحمهورية، ولَم نتكلم عنها؛ لأن الجهد الذي فيها معروف، ولكن الجهد الكبير في حملة الأضاحي السنوية، وهو حديث له شجون، يحمل الألم والأمل، ويبدأ هذا الجهد من شهر ذي القعدة من كل عام، بشراء الأضاحي من الأسواق والمزارع، والقيام على رعايتها حتى يأتي العيد، وتبدأ الحسابات المعقدة في الموازنة بين كمية الأضاحي، وبين الجمعيات الخيرية التي نغذيها كل سنة، وكان يواجه مشكلات كبيرة في السيطرة على العجول الكبيرة العنيفة؛ التي كان بصعب السيطرة عليها، حتى تكتسح القرية كلها أمامها، وكانت تحدث كوارث كبيرة، لكن الله سلم.
والجهد الذي كان يبذل في ذبح الأضاحي، والتعامل معها، وتعبئتها، وسرعة توزيعها، والتواصل مع اللجان أولاً بأول، كان جهداً عبقرياً خاصاً، سنجد أنفسنا فقراء جداً إلى جهد أ. صبري في المواقف الصعبة الصعيبة، وقد يكون معك المال ولكن ليس معك الرجال الذين يحسنون التصرف فيه، وتقديم الأولويات، ومراعاة الأهمية والإحساس بمصالح الناس.
وعناصر أخرى كثيرة يمكن لك أن تستنبطها من أنك تذبح يوميًا ما يقرب من أربعين، أو خمسين عجلاً كبيراً، وتوزيعها في نفس اليوم، بِسْم الله ما شاء الله.
ثامناً: بفضل الله عز وجل، ثم بجهود ومتابعة الأستاذ/ صبري عبده عوض؛ تمَّ إنشاء دور القرآن الكريم، والحضانات الإيمانية القرآنية التي كانت ولا زالت وستبقى إن شاء الله تعالى عملاً إيمانياً قوياً، ينشر في القرى والمدن في عدة محافظات، وتوالت عليها أجيال وأجيال، وهي تنشر نور الله وكلام الله في كل مكان، وتوالت عليها أجيال وأجيال من البنين والبنات، وغمروا الأرض في كل مكان وزمان.
أما عن دور الأستاذ/ صبري فكان هو عمودها، ومرتكزها، والمشرف العام على كل الدور، والزائر الميداني اليومي لها، ويحمل همها، ويحل مشاكلها، ويتولى الجانب الإداري، وكان يلبي طلبات الدور، والمشايخ، والطلاب، والمشرفين المقيمين، وكان هو كل شيء في هذه الدور، ويدعو لعقد اجتماعات عاجلة عند الضرورة، واجتماعات شهرية منتظمة، وأتشاور معه في كل صغيرة وصغيرة، وكان حازماً عادلاً مع الجميع في إدارة الدور، وفِي الوقت نفسه كان رحيماً،رؤوفاً؛ ينذر، ويحذر، ثم يطبطب ويعفو بابتسامته الجميلة الحلوة المعتادة.
تاسعاً: أرض المقابر "أحلام وآمال"
عندما ازدادت الشكوى من ضيق المقابر،وعدم وجود أماكن جديدة، قبل خمسة عشر عاماً؛ ظهرت الحاجة الملحة إلى بناء مقابر جديدة، وبالفعل تكاتف الأعضاء في الشراء وتخطيط المكان، وكان عملاً كبيراً قوياً مزلزلاً؛ لأنها في الأساس تعد مساعدة للناس، وتفريجاً عنهم، وتخفيف المعاناة عنهم.
وبالفعل تم إنجاز المرحلة الأولى في زمن قياسي، ثم يسر الله لنا شراء أرض جديدة؛ فأقمنا المرحلة الثانية الأوسع والأضخم، وكان الأستاذ: صبري؛ هو المفكر المحرك لبناء المقابر، وتسليمها في احتفالات مهيبة لا يمكن نسيانها، ثم كانت المرحلة الأصعب في المرحلة الثالثة التي لجأنا إليها بعد أن اشتدت الحاجة إلى توسعة ثالثة، صحيح أن البناء لم يبدأ، لكن أستاذ: صبري عانى طويلاً في إنهاء الشراء؛ لأنها أرض زراعية، ثم كان جهد الأعضاء كبيراً في إنهاء ملف المقابر والحمد لله رب العالمين حصلنا هذا الاُسبوع على كل الموافقات، وكان الفارس ينتظر الحلبة؛ كي يبدع كعادته، ولكنه ترك الحلبة لنا؛ كي نتحمل العبء الأكبر الذي اعتاد أستاذ: صبري أن يتحمله، وكان قد جهز ملفاً لكل تفاصيل المرحلة الثالثة التي ستكون إنجازاً هائلاً؛ يشهد للأستاذ: صبري عبده عوض.
عاشراً: حفلات التكريم، والمعسكرات القرآنية (التحديات الصعبة)
بحكم تطور دور القرآن الكريم، ومعهد القراءات، والحضانات الإيمانية، تزامن مع ذلك ما يلي:
عمل مسابقة قرآنية بين الدور بصورة منتظمة، وكان أستاذ: صبري هو الذي يشكل لجان الاختبارات، وينسق المواعيد مع الدور ومع اللجان، ومعه المشرفون العموم الذين يختارون الفائزين ، ثم يعقد اجتماع مع أستاذ صبري والمشرفين العموم ؛ لتحديد نوعية الجوائز، و تبدأ المرحلة الأصعب في شراء و تعبئة الجوائز و يقوم بها أستاذ صبري ، و بعد ذلك يتم الترتيب لحفل التكريم
حفلات التكريم
لم تقتصر حفلات التكريم علي تكريم دور القرآن الكريم، والمتفوقين من الطلاب، والمشايخ، والمشرفين؛ رغم الجهد التنظيمي الهائل المبذول فيها والنجاح الباهر الذي حققته، ولكن توسعت حفلات التكريم والتقدير؛ لتشمل الأمهات المثاليات، والآباء المثاليين، والنماذج المشرفة، والنماذج المعطاءة، وتكريم الأميات الحافظات، وتكريم الأرامل، والمطلقات علي كفاحهن مع أولادهن.
ج . المعسكرات القرآنية
تتابع مع عدة هذه الحفلات التكريم وجود معسكرات قرآنية في المناسبات، والأعياد (أعيادنا قرآن) و كانت مناسبات قوية مزلزلة، ولك أن تتصور وجود المئات من المعسكرين في مكان مع الإقامة الكاملة في مكان للاختبار، والمسابقات، أو المراجعة، والمحاضرات لمدة ثلاثة أيام؛ وكان أ.صبري، بسم الله ما شاء الله عقلية منظمة؛ يجهز كل شيء بمجرد النظر، أحلي وأجمل ما يكون التجهيز، والجمال؛ وكان أقوى المعسكرات في دقميرة في مجمع الإيمان على مدى سنوات، ومعسكر جامعة دخميس التاريخي، ومعسكرات احتفال افتتاح دار القرآن الكريم بالقنطرة البيضاء الذي حضرته كل طلاب الدور، وتجاوزوا الألفين في مكان واحد في مشهد عالمي مزلزل لا يتكرر.
و بالفعل تكرر هذا المشهد في فناء المدارس بدقميرة النموذجية، وضم الآلاف والآلاف، ولن ننسي هذا المشهد الرمضاني القرآني؛ الذي تم عقده علي مدى عدة سنوات في الشهر الكريم بإفطار جماعي لمئات من الطلاب، والمشايخ، والمشرفين في يوم قرآني مزلزل.
و ليس خافيًا أن أ.صبري كان هو المحرك الرئيسي لكل شيء ، و لولا حضوره، ووجوده؛ ما كان لهذه الجهود المثمرة أن تتم، وتنجح، وتنجز بنجاح، وسهولة، ويسر، وهذا كله في ميزان حسناته.
عاشراً: المشروعات الكبرى أمثال محطة رفع المياه، والمدرسة اليابانية، وأرض مصنع الشباب فكان التخطيط للشراء، والإعداد للشغل، والتواصل مع الأهالي؛ هو الجهد الكبير للأستاذ: صبري عبده عوض، وأما مبنى الخدمات الإيمانية خمسة طوابق، كان هو الحلم الكبير للأستاذ: صبري؛ لأنه سيشمل خدمات نوعية فريدة متميزة، لطالما تمنى أن يراها، وهو يراها الآن من مقعد صدق عند مليك مقتدر.
الحادي عشر: كل عمل قوي إذا لم يكن معه متابعة؛ فإنه ينهار، ولا يستمر، ولولا متابعة أ.صبري للشغل اليومي لهذه المشروعات، والمؤسسات؛ ماكان لها أن تنجح، وتتواصل، وتقفز للأمان، ومنها:
مشروع النظافة وتجديده .
المجمع الطبي المستوصف سابقاً.
مركز الامل للتخاطب والتوحد وتعديل السلوك.
المشتل الإيماني .
الحدائق، والمنتزهات .
متابعة مداخل القرية، والتشجير .
مكتبه المعارف الكبري .
مشروعات دعم القرية الخيرية.
المتحف التاريخي.
حديقة الألعاب للأطفال.
المخبز الإيماني ببيت المال.
مشغل الأيتام.
مرتبات الأيتام.
مرتبات دور القرآن.
بند الأدوية للمرضى.
توزيع الزي المدرسي.
إفطار الصائمين.
الإفطار الجماعي السنوي للأرامل.
توزيع زكاة الفطر
توزيع زكاة الزروع.
وختاماً فإن هناك عناصر حيوية أسهمت مع أ. صبري في النجاح منها أسرته التي آزرته للخدمة العامة، وضحوا بوقت سعادتهم؛ لإسعاد الناس، وكذلك الأعضاء الكرام الأوفياء المخلصين الذين كانوا سندًا، وعونًا؛ خاصة في المشاريع الكبرى، والمواقف، والأزمات، وكانوا نعم السند في المؤازرة عند الشدائد، ولَم يتأخروا يوماً عن أي تكليف لهم كل على قدر جهده، واجتهاده، وعطائه، وعزيمته .
وأخيراً كانت شخصية المرحوم الأستاذ صبري عبده عوض، فريد في الصبر، والتحمل، وقوة الشخصية، ودقة الملاحظة، وسرعة البديهة، وحسن التوقع، وسرعة الإنجاز، ورحابة الصبر والفطنة العالية والذكاء الحاد واستيعاب الناس وود الأحباب وصلة الأرحام وحسن التنسيق والحياء الشديد، ومحبة الأهل، والخلان؛ وجبر خاطر الجميع، والصبر علي البلاء، والرضا بالقضاء؛ حتي كانت نهايته السعيدة من بلاء إلى بلاء أشد، وآن للفارس أن يستريح بعد معارك الحياة الصعبة التي خاضها، وخضناها معه؛ نعم آن للفارس الذي أرهقه المرض، والألم، والحزن؛ أن يبتسم للقاء ملك الموت، وآن له أن يفرح بلقاء ربه؛ كم كان جميلاً مبتسما بعد الموت، وكم كان منوراً، ومبتسماً في الغسل، والتكفين؛ كما شهد الثقاة الصالحون بذلك، وكان عمله الصالح معه في اللحظات الأخيرة التي يستقبل فيها الدار الآخرة؛ حيث الرضا كله، والرضوان كله، والرحمة كلها، والحنان كله، والفضل كله؛ بما قدمت يداه، "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً"
وبعد هذه الإنجازات التي تنوء عن حملها الجبال، أودع أخي صبري عالم الملك؛ ليواصل مسيرته الفتوحية، وإنجازاته العطائية في عالم آخر، ألا وهوعالم الملكوت.
طبت حياً وميتاً أيها الرائع، وطابت ذكراك في قلوبنا كتاباً مفتوحاً يسرُ الناظرين، ويُعجب القارئين إلى جنة الخلد يا حبيبي.
الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض
الأربعاء: ١٥/٧/٢٠٢٠م